التجربة الشعرية النسائية بواحات إقليم الراشيدية

يعتقد الكثيرون بأن الشعر الأمازيغي بالواحة تجربة رجالية محضة ، لكن ثمة نماذج من نساء شاعرات اكتنفهن الإهمال والنسيان ربما لكون المجتمع الواحي ذكوري نسبيا أو ربما لم يجدن من ينصفهن ويقل كلمة اعتراف في حقهن ، ويمكن أن نضرب المثل بأسماء بعضهن : تودى عدي، عدجو يشو، تعتمانت ، تمزالت ... وسأسلط الضوء في هده البطاقة التعريفية على الشاعرة المرغادية تمزالت حيث أن القبائل المرغادية في الجنوب الشرقي شكلت استثناءا ولا تزال كذلك إذ حضيت المرأة داخلها بحرية لا بأس بها سمحت لها بإبراز نفسها نسبيا وسط مجتمع الرجال وأحيانا تكون هي الناطق الرسمي باسم القبيلة هجوا ومدحا

فعلى عكس بعض الإثنيات الواحية فالمرأة المرغادية اقتحمت هي الأخرى الأماكن التى كانت حكرا على الرجال وتوغلت فيها ما سمح لها بالخوض في الحديث أخدا وردا مع الرجال " في الحقول ، في السواقي وخلال مناسبات الحرث والحصاد هدا في حالة كونها متزوجة أما في حالة كانت عازبة فالتجمعات المسائية التى تعقد بشكل يومي والتى يطلق عليها محليا بتقرفيت تكون هي المسرح وهي ساحة المبارزة بالكلام والمعنى هجوا ومدحا

إن الشاعرة تمزالت والمنحدرة من قبيلة مرغادية ومن واحة تاديغوست قد بصمت وخلفت إرثا شعريا لا بأس به، وكانت من العوامل التى صقلت موهبتها الشعرية تجربة زواجها الأول حيث تزوجت رجل دو حس شاعري هو الأخر ودو هجو لاذع فكان أن فشلت تجربة زواجهما فتطلقت منه لينطلقا بعد دلك يهجوان بعضهما ،كلما جاء لزيارة مسقط رأسها أو جمعتهما الأقدار في مناسبة من المناسبات فينهال كل واحد منهما على الأخر وسأقدم شدرات من أبياتهما في ختم المقال

وتكون الفرصة جد سانحة لإفحام الخصم هو أثناء الرقصة العرسية( أقاي تغلالت) حيث المتعارف عليه هو تناوب الأطراف في تقديم ما لديهم إذ يضطر أحدهما إلى الانسحاب إدا لم يسعفه لسانه في هجو الخصم وتبيان مكامن ضعفه ونقصه أو أي عيب يعتري قبيلته وبلدته، وكانت الشاعرة تمزالت ذات حس مرهف وعقل نابه إذ ما يتمم خصمها اللدود علي نعبو طليقها الأول، بيته الأول حتى ترد عليه الصاع صاعين وقد ظلت هده الخصومة ملازمة لهما طيلة حياتهما حتى بعد أن تزوجت الشاعرة من رجل أخر وأنجبت منه أبناء ، وحتى لما كان على نعبو  يحتضر على فراش الموت وجاءت لعيادته لم يمهلها لسانها إلا أن خاطبته شعرا

Iga 3li n3bou iselli ngr tketta

Ayad rmigh atirz walgon nka   

  فأجابها وهو يدرك أنه في لحظاته الأخيرة

Jm3ad anmsifad ayodmawn kol

Hayagh dantodou lhwayj andou

وإليكم شدرات من كلام الشاعرة مع خصمها أخدا وردا ( تمزالت / علي نعبو)

1-      علي نعبو                                                         Ayonw atamazalt togy atoussir

Tssoul datgga taninat goyeri

2-      تمزالت

Sengh is khatergh id tousser yogragh 3li

Orritbat iwadou s3ed aydiyhlan

3-      علي

Chof ayd ozengh ifassen tagy at9im

Ayamrn tgolla lm3idr arabbi

4-      تمزالت      

Nessargot iwassif oriygi rabi

Idisdigon anigh bnadm a3wam

5-      علي

Tkits aw3bou i badar dolgou

Matinw ifrkhan astigra rabi

6-       علي

Atatfi nobadar dghik dolgoo

Ewa tch atamazalt han bof9ouss

7-      تمزالت

Akisghr rabi 3awdn awd imemik

Idis badgh yad itena yega rabbi

8-      علي

Awa troul tmazalt togy at9im

Imayd itgan il9ayd imenssi

9-      تمزالت

Ayoskayn han ochen yaghd inorir

Ira adyassi tinna yllan gohanou

10-  علي

Rantagh mkorasnt ijerri wadou

Nek amtin okanif aydi yga rabbi

بهده الأبيات القليلة أكون قد قدمت لكم صورة عن بلاغة الشاعرة وحكمتها وذكائها في اختيار الكلمات التي تنفد إلى العمق وترغم الخصم على التقهقر، ولكن هدا كله يبقي قليلا في حق الزخم الذي خلفته الشاعرة والدي يظل جزءا من الذاكرة الجماعية للواحة